سرب الظباء - حسن علي المرعي

..  سِـرْبُ الظِـبـاءْ  ..

سِـربُ الظِبـاءِ الذي ما اعتـادَ واديـنـا
كُـلٌّ  بـذاتِ الخُطـا يمشـونَ  مـوزونـا

مـرُّوا  كـأنَّـهـمُ  الدنـيـا  إذا  شــرِبِـَتْ
كأسَ  الحواميـمِ في حَـيِّ  النبـيِّـينـا

تـؤمُّـهُـمْ  غـادَةٌ  تـمـشـي  مُـرجِّـحـةً
سـاقَ اليمـينِ  على  اليُسـرى أفانينـا

حتّى  إذا  شاهـدَتْ  عيني  بمُنكَـسرٍ
مِنْ  خَـصرِهـا  وجـعًا  يا ربُّ تكفينا

أرخَتْ عِـنانَ التُّـقى عنْ كُلِّ ذي عَبَقٍ
مِنْ وردِ  مُـخـتَـلَّـةٍ  لا عـقْـلَ  لا دِينـا

تـأبَّـطَـتْ  حُـلـوةُ  العـيـنَـيـنِ  أزمِـنَـةً
مِـنَ  الحضـاراتِ في رَمـشيِّ دارينـا

وضاحَكـتْ بعضَـها ليلى وقد عَرِقَتْ
بالياسـمينِ  اسـتحى  خَـدًّا  ونِسرينـا

كأنَّـهـا  دُمَّـرٌ   سـكـرى  عـلى  بـردى
حِـيْنًا  ومالَـتْ على صفـصافهِ  حِيـنا

ولـسـتُ  أدري  لِـمَ  سـلـمى  مُـوقِّعـةٌ
حُروفَ اسـمي على طُـورٍ بلا سينـا ؟

وأسـكرتْـني سُـعـادٌ  واسـتـوتْ  رُسُـلٌ
مِثْلـي  عيـونًا  وبالأعـرافِ  سـاهـونـا

لمّـا  أعـادَتْ  لفـجـرِ  الوجـهِ  طلْـعَتَـهُ
وعـتَّـقَـتْ  يـا  جِـرارَ الصدرِ تشـرينـا

لـكـنَّ  لـيـلـى   وإنْ  كـانـتْ  مُـرَقِّـقَـةً
سُـودَ الحـواجـيـبِ  تسـتعـلي  براهـينـا

وتـسـتـليـنُ على  وردِ  الحِـمـى  فَـنـنًا
ولسـتُ  أدري  لماذا  تـشـتـقي  فـيـنـا

فقـلْـتُ  والسِـرْبُ في  سـيارتـي زَهَـرٌ
أشـمُّ  عـطـرًا  بـبـسـمِ  اللهِ  مـعـجـونـا

أليـسَ  في  الشـامِ  للجـنّـاتِ  جـامِـعـةٌ
كانَ  النجاحُ  بهـا  للوردِ  مـضمـونا ؟

فجاوبَـتْني  التي  في  مِـصرِهـا  هَـرَمٌ
فـرَّتْ  مُـخـبِّـأةً  فـي  الصـدرِ  آمـونـا

وهي  التي  جانِـبي  يـخْـضَـرُّ جـانِبُها
وأسـتـغـيـبُ  على  قُـربٍ  حسـاسيـنـا

جِـئْنـا إلى حِمـصَ؛ قالوا: إنّ شاعِرَها
يُـرقـي  بُنـيّـاتِ  دُنـيا  وارتـقى  دِيـنـا

فقلْـتُ:  والبـدرُ يستوصي بهُـنَّ  دَمـي
حتّى إذا صـارَ وحـيُ  الشِعرِ عُرجونا

يا حُلوةَ الغمْزِ يا ليلى  وهـلْ  سكنَـتْ؟
عينـاكِ  مِثْلـي  بُـحورًا  واستوى مِينـا

وهلْ  وجـدتِ  كمـا  قـلبـي  وقافـيَـتي
إلّاكِ    اســــمًا    وإلّاكِ  الـعـنـاويـنـا  ؟

وهـلْ  يُـداوي  جُـنـوني  غيـرُ خـابيَـةٍ
مِثْـلـي  جُـنـونًا  على  مِثْـلـي  مُحبِّيـنـا

نبيذُهـا  منْ  لـمـاكِ  اسـتـوقـدَتْ غَسَقًا
وعـيْـنُـهـا منْ  ليـالي  القـدرِ  تسـقيـنـا

فـيهـا  تُـداويـنَ  يـا ليـلـى  عُـروبَـتَـنـا
آنسْـتُ  في  كأسِهـا  الأحلى  فلسطينـا 

ــ الحواميمُ: السُورُ القرآنيَّةُ التي تبدأُ ب حَمِ
ــ دارينُ: اسمُ عَلَمٍ مؤنَّثٌ ويعني الفتاةُ الذكيَّةُ 
ــ دُمَّـرٌ: ضاحيَةٌ غربَ مدينةِ دمشق
ــ آمونُ: صنمٌ عبدَهُ الفراعنةُ 
الشاعر حسن علي المرعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلين - محمد نصار

توحي عيونك - احمد شريف

أتيت نحوك - د. غياث حمدي كركة