أتيت نحوك - د. غياث حمدي كركة


(أتيت نحوك لما الدهر أتعبني
       فما لبثت وقد زادت جراحاتي)

كم أدبرَ الدهرُ عن أصداء أنّاتي
       واستوطنَ الحزنُ آلامي وآهاتي

وأقبلَتْ بلهيب الوجد مترعةً
        هذي الجراحاتُ تروي نَوْحَ ناياتي

من أين أبدأُ والأحزانُ ترمقني
       ويعتلي القلبَ تلٌّ من معاناتي

أروحُ أغدو و سيلُ الهمِّ مندفعٌ
       والنارُ تكوي الحشا رغمَ المداراة

فلا أرى في شقائي غيرَ منحدَرٍ
       يهوي بصاحبِه نحوَ المتاهات

لكنّ نوراً أتى بالحبِّ ينقذُني
        يمسُّني منه رحماتُ السماوات

فأحتمي في ظلالٍ من محبّتِه
        ويرتوي القلبُ من فيضِ ابتهالاتي

أعودُ كالطفل لا همٌّ ولا نصَبٌ
      وتَخلُصُ الروحُ من شجوِ الصراعات

يا روعةً في حنايا الصدرِ تسكنُه
        إذما جلاهُ نعيمٌ من سعادات

لا يستطيعُ بيانٌ أن يحيطَ بها
         فقد تعافى فؤادي من بليّات

أرومُ طاعةَ ربّي أستجيرُ به
         في شطِّ حبِّهِ قد ألقيتُ مرساتي

     د غياث حمدي كركة
        سورية دمشق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

توحي عيونك - احمد شريف

تلين - محمد نصار