الدين إيمان و اسلام - عبد الحليم الشنودى
(( الدين إيمان وإسلام ))
-------------------------------
من يرتضي الإسلامَ يَعمرأرضه
فهْو البناء وأرضه الإيمانُ
مهما علا برج الطوابق فوقه
يهتزُّ إن لم يحتمل إيمانُ
إنّا تركنا القلب يخلو من دمٍ
وعلى الخلايا ينتفض غلمانُ
ليسوا على وعي بحق أساسها
كل الذي قد غرّهم عنوانُ
لم يدركوا منها سموّ مقاصد
لولا المقاصد ما علا البنيانُ
ما ساءنا في فكرهم أنّ الهوى
طمس الحقيقة فازدهت ألوانُ
إنّ الذي نأتي به في ديننا
هو ما أتى من قبلنا الصلبانُ
لا -ليس دين محمد هو ما نرى
لكنه مما رأى العميانُ
لو أنّ دينَ محمد هو سيفُه
ما آمن الوحشيُّ أو سفيانُ
ما بالسيوف تَعشّقته قلوبنا
لا - بل لنهج قلبه الإنسانُ
لوكان حدّ السيف فيه لأحجموا
يسرٌ التّنزّل - شاءه الرحمانُ
( الدين يسرٌ -والخلافة بيعة)
لكنّ أسلوب السيوف مدانُ
كم من غَبا يأتِ الفرات مُدّعيا
أنّ الفرات لمائه ظمآنُ
زعموا بأن الدين لم يشرع لنا
ما للسّما في الخانعينَ أمانُ
باتوا بجهل في حصون عدونا
حيث التقى الطغيان والعميانُ
ما آفة الإسلام إلا مثلهم
ما علّة إلا بها من خانوا
كم شاركونا والسيوف بظهرنا
والجمع من سوء الشريك يُهان
هم قلّة - فتنَ الغريرَ مقالُهم
عسلُ الحروف بشمعه الثعبانُ
من لا يعي الدينَ ليس يَحدّهم
فالسمّ في حلو المذاق جبانُ
لا تتركوا أعسالكم مكشوفةً
يسعى إليها - زائغٌ فتّانُ
أو تسمحوا للنّحلِ مَصّ مزاهرّ
فالأثلُ مرٌّ - ماله بستانُ
والثعلب المكار يخفي جحره
والجحر غارٌ - ماله عنوانُ
لا تركبوا للدين صهوة جامح
لم ينتصب للجامحينَ رهانُ
من شايعوا في الدين كل مغامر
خسروا - وللدين استوت اركانُ
وتناصحوا لله فيما بينكم
لن تطفئوا ما أسطعَ الديانُ
الدين صفوٌ -والعكارة من يدي
نَحّوا العكارةَ -يصطلح إيمانُ
-------------------------------------------
( عبد الحليم الشنودي)
تعليقات
إرسال تعليق