شفيت منك - زهير ابن سكران المشهداني

شُفيتً منك
..................

رحل الذي قد كان قلبي يعتلي
إن غاب عن عيني بفكري يختلي

من أضرم النار التي فينا سرت 
أوليس جمرا للحبيبِ الأولِ

كم من أنين الصمت بحت قصائدي 
حتى علا صوت لنا في محفلي

أهواك في كل الحروف كتبتها 
يا حرَّ وجدٍ فوق سطرٍ ماثلِ

ولقد عرفت من النساء ملاحة 
لكن قلبي في هواها مبتلي

ما حنّ يوما للغرام لغيرها 
ما قال شعراً نبضه بتغزلِ

يهوى جراح الصّدّ إن كانت لها
ويميل عن ذاك الهوى المتوسلِ

كم جال فكري بالغرام لغادة 
لكن قلبي لا يروم تخيلي

فبرمشها حصدت مرابع مهجتي 
مثل المناجل في نحور السنبلِ

ناداكِ قلبي يا مليح ترفقي 
إني أسير في هواكِ تجمّلي

رفقا فإن الله لا يرضى وقد
أوصى بذاك الصبّ أن لا تقتلي

جمرا توسّدَ في حنايا خافقي 
والمرُّ من ذاك النوى كالحنظلِ

ويزيد في قلبي مرارة شامتٍ
ويحطُّ من قدري شماتة عذَّلي

ما همّني لو كان شخصا قاتلي 
بل شاقني غدر لها بتدلُّلِ

يا ليت موتي كان عِزًّ في الهوى
مثل الذي قد ماتَ تحت القسطلِ

قد كنت أرنو في هواك حبيبتي
عزًّ به ما كان يوما ينجلي

قد نام جفن للحبيب وما درى 
ما شبَّ من نار الجوى من منهلي

الدمع في عيني يزيد مرارتي 
فوق الخدود بنظرةِ المتعللِ

يا ليت قلبكِ مثل قلبي في الهوى 
ما كان صباً في غرامكِ يصطلي

قد راحَ ذاك العشق أضحى ذكرةً
ما عاد ذاك البؤس يطوي كلكلي 

شُفِيَت جروح القلب حتى أنَّني 
ما عدت أذكر أيَّ شيء مخجلِ 

كذب الذين تقولوا أن الهوى 
يبقى حبيساً للحبيب المخذلِ

بل إن قلبي للذي في عشقه 
باع الدنا بثمينها كي يعتلي

زهير ابن سكران المشهداني. العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلين - محمد نصار

توحي عيونك - احمد شريف

أتيت نحوك - د. غياث حمدي كركة