ركوب الأخطار - عيسى دعموق

@@@ركوب الأخطار@@@

مرّتْ كغيمةِ صيفٍ دونَها بصري
مرّتْ يقيناً ولمْ ينعمْ بها وطري

مرّتْ على جارةٍ في الحي فانبهرتْ
روحي بهيئتها...كالليل بالقمرِ

مرّتْ وغابتْ قواماً كالخيالِ وقدْ
أبدَتْ من الصدقِ آلافا من الصُّوَرِ

فالحسنُ أوّلُها والقدُّ آخرُها
وبينَ بينَ...جمالُ العينِ والحوَرِ

وكمْ ترىٰ أيها المشتاقُ منْ شَبَهٍ
للأصلِ إنْ غابَ في حومانةِ القَدَرِ

وهلْ يفي الشبهُ إن غابت ملامحهُ
كلّا فللأصْلِ روعاتٌ بلا بطرِ

قدْ أرجعَتْ شوقَ قلبٍ هائمٍ أبداً
حزناً يفتّتُ جِسْمَ العاشقِ الحذرِ

سرتْ بموجٍ على الأرياحِ واختبأتْ
فلا أرَىٰ في عروقِ الليل من بشرِ

صافحتُ أطيافَها شوقاً فما انكسرتْ
فزدْتُّ حُزناً وعشتُ الليلَ في ضجرِ

وأضرمتْ في فؤادي نارها وكفىٰ
وخلّفتني رماداً غيرَ منبهرِ

لمَّا نأَتْ عنْ بلادي حطّمَتْ كبدي
فتهتُ شوقاً وحزناً أقتفي أثري

لمْ أستفقْ منْ مسيرٍ هائماًثملاً
إلا وقدْ جُزْتُ أسواراً من الخطَرِ

ما كنتُ يوماً لأخطارٍ أجاوزُها
كلّا ولا أركبُ الأخطارَ في سفري

لكنَّهُ الشوقُ!! جازَ الحدَّ مضطرباً
حتّىٰ تجاوزْتُ ألواناً منَ الحُفَرِ

يا ليتَ أنهُمُ قدْ أبصروا أفقي
لأعذروني بما (خالفتُ) منْ كدري

فلو رأوا غيمةً سوداءَ في أفقي
غَطّتْ عيوني فلمْ ألحظْ سوىٰ قمري

ذاقوا عذابي بذكراها وما جُبِلَتْ
عليه منْ صفوةِ الأخلاقِ والعبرِ

إني استعدتُ بها عمراً فُتِنْتُ به
كالكهلِ إذما استعادَ العمرَ في صِغَرِ

أو استعادَ الرؤىٰ من كان يفقدُهُ
واستنشقَ العِطرَ مَنْ في الروضِ لم يَسِرِ

أو يلمحُ العاشقُ المهجورُ مُهجَتَهُ
طيفاً يسامرهُ في لوعة السَّمَرِ

ويلاه لا اللحنُ تلهيني سواجِعُهُ
كلا ولا الحُلُمُ الوقاّدُ في السحَرِ

يازهرةً في فؤادي، الطلُّ عانقَها
حتّىٰ الفراشاتُ حطّتْ دونما سهرِ

طارتْ..ولستُ أرىٰ أينَ المسيرُ بِها
ولستُ أدري أما للوصْلِ من قَدَرِ

حُبّي(يمانِيَّةٌ) في وصْفِها عَجِزتْ
كلُّ العلومِ بقافِ البَدوِ والحَضَرِ

فذكرُها الفذُّ يُغني كلَّ سائلةٍ
عنْ وصْفِها في ملاكِ الحورِ فاعتبرِ

ياقوتةٌ فاقتِ الأشباهَ عن كثَبٍ
كأنَّها الدُّرُّ بينَ الصخرِ والحجرُ

ماذا أقولُ وقدْ ضاقتْ مخيِّلَتي
عنْ وصفُ خَودٍ تجلّتُ كالضحىٰ العَطِرِ

يا منْ لها في فؤادي ألفُُ قافيةٍ
هلّا رحِمتِ فؤاداً ذابَ في ضرَرِ

ماذا أقولُ وفي عينيكِ متّسَعٌ
لزورقٍ عاشقٍ بالسحْرِ منهمِرِ؟ 

هذي حروفي وهذي لوعتي ودَمي
وهذه النار لا تُبقي ولمْ تذَرِ

عيسى دعموق الأشول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلين - محمد نصار

توحي عيونك - احمد شريف

أتيت نحوك - د. غياث حمدي كركة