وهم الأماني - محمد سامر الشيخ

( وهم الأماني)
 تضيق المسافة
تختصر الأمنياتِ البعيدةَ
تنْسَلُّ من حجر الزاوية
ويبقى الجدار الأمامي منتصباً
لاحراك
يقيِّدُ  حين المسير خطاك
وكلُّ الرؤى  الذاهبات وراء المسافات
خلف الجدار المسمَّر
تمتدُّ مسرعةً نائية
كأني أسير إلى هاوية
   ***********
هناك على جبلٍ العهن
تسقط أحلامنا الضائعات
وتهوي فتغمرها الترهات
وتنبش بين الركام  تحاول 
أن تستعيد الحياة
فتقتلها صورة الطاغية
  **********
تعيش عقوداً
وأنت تلملم ما قد تكسَّر منك
وترأب صدعاً تصدَّغ فيك
وتُسقِطُ حِملاً من القهر عنك
لتفتحَ نحو المنى ساقية
فتقلعك الهبَّةُ العاتية
وترمي بك الريح بين الركام
وراء المسافاتِِ
خلف ابتساماتِ
من أرضعوك السعادة
من علمو ك الرضا والثبات
إذا ما دهتك بها داهية
****************
فصولٌ من العمر تمتدُّ
بين الخيال وبين الحقيقة
خيوطٌ دقيقة
وبونٌ فسيحٌ من الوهم يطغى
يربِّتُ فوق المشاعر
حتى تلينَ وتبقى رقيقة
فتدرك  في لحظةٍ أنَّ كلَّ الخيوط
وكل الخطوط
أمام حقيقتنا واهية
    *************
تعود إلى حجر الزاوية
وهذا الجدار المقام 
أمام الحقيقةِ
يبتزُّ وهمكَ
يغتال نطقكَ
يسرق صوتك
يكسر عطرك
يمنع عنك  الهواء
ويقطع عنك الغذاء
وتطلب ماءً 
وليس لديك أمام الجدار 
المسمَّر ماء
وتبحث في عقدة الإنتماء
وتبصر حولك بحر الدماء
فتسقط فيه وتفنى
وتمضي إلى حقبةٍ ثانية
            ٢٨ -  ٧ -  ٢٠٢٥
            المهندس : سامر الشيخ طه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلين - محمد نصار

توحي عيونك - احمد شريف

أتيت نحوك - د. غياث حمدي كركة