أنها رشدية - مصطفى يوسف إسماعيل
(( إِنَّها رُشْدِيَّةٌ ))
لَمْ يَعُدْ لِي -لا أَبا لِي- سَنَدُ
شَطَّ عَنِّي إِخْوَتِي والوَلَدُ
لَيْلَةً إذْ رَحَلَتْ فِيَّ قَلُو
صِي إلى حَيْثُ الحَرامُ البَلَدُ
مِنْ دِيارٍ بِأُناسٍ شَوَّهَوا
سُمْعَتي ، كَمْ شاعَ فِيها الحَسَدُ !
أنَا لِي لِلصِّدْقِ -عَمْري- قَدَمٌ
فَاسْأَلُوا بَيْتِي ، ولِلْخَيْرِ يَدُ
واسْألُوا بَيْتي عَرِيني مَنْ أنا ؟
سَيَقولُ الحَقَّ إِنِّي الأَسَدُ
راقَنِي شِعرِيَ فَاسْتَلْهَيْتُهُ
فالقَوافي أَقْبَلَتْ تَطَّرِدُ
بايَعْتْني مَلِكَ العُرْبِ عَلَيْـ
ـها كَأَنَّ العُرْبَ فِيَّ اتَّحِدُوا
بايَعُوني في الدُّجَى والعَيْنُ نا
ئِمَةٌ واللَّيْلَ إلَّا الخَلَدُ
صَنَعَتْني رَجُلاً أُمِّي ، فَكْمْ
بَعدَها حَرَّتْ لَدَيَّ الكَبِدُ !
إِنَّها رُشْدِيَّةٌ هذا اسْمُها
إِنَّها نِعْمَ النِّساءُ التُّلُدُ
عَلَّمَتْني أَنْ أَشُدَّ الرُّشْدَ عَزْ
ماً إلى قَلْبي ، فَيَقْوَى الرَّشَدُ
ثُمَّ حَلَّتْ مَعَنا بِالدّارِ بَيْـ
ـضَةُ خِدْرٍ لَمْ يُصِبْها الكَمَدُ
زَوْجَةٌ بِالبِرِّ لا الهِرِّ رَبَتْ
حَلْيُها سُؤْدُدُها والجَلَدُ
(الرّمل)
مصطفى يوسف إسماعيل الفرماوي
تعليقات
إرسال تعليق